"مهرجان الموسيقى": هل هو احتفاء بالتراث أم تحوّل إلى "غناء عابر"؟

مع إطلاق مهرجان الموسيقى تحت إشراف السيد الوزير، يطرح سؤال جوهري: هل هذا المهرجان، الممول من ميزانية الدولة، هو فعلاً معني بالتراث الموسيقي الموريتاني الأصيل أم أنه تحوّل إلى مجرد تجمع للغناء العادي، يماثل المهرجانات المحلية الأخرى؟
في الحقيقة، كان من الأجدر تسمية هذا الحدث بـ "مهرجان بوكي ولد أعليات للموسيقى والتراث". فالراحل بوكي ولد أعليات هو الأديب والمجتهد الوحيد الذي بذل جهداً استثنائياً لـجمع وتوثيق وتنظيم ودراسة التراث الموسيقي والأدبي لجميع مكونات المجتمع الموريتاني. الاهتمام الحالي بالموسيقى وتكريمها هو نتاج مباشر لنضال هذا العميد الراحل.
على الإخوة في الوزارة الاستفادة القصوى مما تركه بوكي من كنز يوثق لتراث كل شبر في موريتانيا.
—/ ملاحظات نقدية ضرورية لإصلاح المسار:
1. اعتراف بالجذور: الأدب والموسيقى التراثية قادمة من إمارات ورجال قبائل معروفة. لا يمكن طمس هذه الحقائق. في مهرجانات المدن القديمة وغيرها، يجب ذكر رجال أولاد أمبارك وتنواجيوا، وأهل لمحيميد، وغيرهم من أقطاب رجال القبائل الذين أسسوا لهذه الموسيقى.
2. الخصوصية الجغرافية: يجب مراعاة أن موسيقى النعمة (الحوض الشرقي)، التي انطلقت منها الموسيقى الأصيلة، تختلف عن موسيقى نواكشوط، ويجب الاستعانة بـالخبراء من تلك المنطقة. ولا نغفل أيضاً الفن الزنجي الأصيل.
3. تكريم المستحق: لا يمكن إهمال دور المنتجين الذين لهم أهمية كبرى، مثل العميد محمدن سيدي إبراهيم وساليم عيدو... إلى جانب فرسان الموسيقى الشباب الحاليين.
4. تأسيس متحف: نطالب بتأسيس "متحف بوكي ولد أعليات للتراث الموسيقي" كاعتراف بالجميل للرجل الوحيد الذي قام بهذا الجهد التوثيقي الكبير في البلد.
هذا المهرجان يجب أن يكون نقطة انطلاق لـإحياء التراث، لا مجرد مسرح للغناء العابر.
— ما هي الخطوة العملية الأولى التي يجب على الوزارة اتخاذها لضمان أن المهرجان القادم يعكس بالفعل التراث الموريتاني الأصيل؟
بتاريخ :03/10/2025
عالي اماهن/م.المحقق الإعلامية
ر.م/الحقيقةفقط(ر.ج.ح.د.ح.ب)