وقفة تأمل: لماذا نهدر كفاءاتنا بينما نحن في أمس الحاجة إليها؟

نملك كنزًا ثمينًا يُحسد عليه: أطرًا وكفاءات وطنية متميزة، خريجي أرقى المدارس (كالبوليتكنيك)، تُقاتل الدول على توظيفهم. هم عقل الأمة ويدها التي تبني.

لكن المفارقة المؤلمة أننا نرى هذه الكفاءات تهاجر إلى أوروبا وقطر والإمارات، بينما ينقطع عنا الكهرباء والماء في أشد أوقات الحاجة. نحن ندفعهم دفعًا إلى الهجرة بسياسات خاطئة، تفضل التعيين بغير معيار على الجدارة والكفاءة.

— الحل واضح وعاجل:

1. دمج فوري للنخب: في الشركات التقنية والفنية الحيوية (كشركة الكهرباء والماء) بمرتبات مجزية (مليون أوقية فما فوق)، وتوفير سكن ونقل وتأمين صحي، وترسيمهم بوظائف ثابتة.
2. إحالة المتقاعدين: الذين أثقلوا كاهل المؤسسات وأفسدوها إلى التقاعد، لفسح المجال للدماء الجديدة والأفكار الحديثة.
3. وقف هجرة العقول: لنخلق بيئة جاذبة تحترم الكفاءة بدلاً من أن تكون سامة ومعقدة تطاردها.

لقد نجحت هذه السياسات الخاطئة في شل مؤسسات حيوية كالطيران والبحرية، وأصبحت مؤسساتنا الأخرى مهددة بالانقراض. لم يعد المهندسون الشبان يثقون بالاكتتاب في مؤسساتنا.

حان الوقت لتغيير عقليتنا قبل فوات الأوان. لنستثمر في عقول أبنائنا قبل أن يستثمر فيها غيرنا، ولنبني وطننا بأيدي أبنائه الأكفاء قبل أن ينهار.
 
إصلاح المؤسسات بالكفاءات النخبوية الوطنية قبل أن تهاجر العقول  المعروفة دوليا .

(وليست النخب الحالية المعروفة عندنا الممنهجة أبناء النافذين )

بتاريخ : 30/08/2025

عالي أماهنه/ المحقق الإعلامية 
ر.م/الحقيقة فقط

30 August 2025